هو رحمه الله للناس كافه ،هو النور الذى اضاء بعد ظلام الشرك والظلم الذى عاشت فيه الارض لعشرات السنين ،فهو اشرف الخلق و اعظمهم مكانه وأرأفهم قلباً.
هو مُحمد بن عَبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَى بن كِلاب بن مُرَّةَ بن كَعْب بن لُؤَى بن غالب بن فِهْر بن مالِك بن النَّضْر بن كِنَانَة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلْيَاس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدنان.
صفات الرسول ﷺ
صفاته ﷺ الخَلقية
- ازهر اللون ، اى ابيض فيه حُمرة
- خشن الصوت
- أكحل العينين.
- ليس بطويل ولا بقصير.
- وسيمٌ قسيمٌ؛ أي حسنٌ جميلٌ
صفاتهﷺ الخُلقية
أرسل الله -تعالى- رسوله ﷺ ليوضح ويتمم للناس مكارم الأخلاق ولقد كان أعظم الناس وأكملهم خُلقاً، ومن صفاتهِ التي تحلى بها:
- صدقه وامانته فى عملهِ وقولهِ ؛لذلك لقب بالصادق الأمين
- كثير العفو عن الناس وصفحه عنهم بقدر الاستطاعه.
- كرمه وعطاؤه.
- تواضعه وعدم تكبره على الناس، حيث كان ﷺ عندما يجلس بين الصحابة لا يميّز نفسه بأي شىء عنهم، و كان أيضاً يخرج ليزور المرضى.
- كان ﷺ لاينطق بالسئ من القول.
- كان يحترم الكبير ويعطف ويحنوا على الصغار.
- حرصه على عدم ارتكاب المعاصى.
نشأته ﷺ
نشأ رسول الله ﷺ يتيماً من ابوين كريمين بمكة عام 570م ، وكان مولِده فى عام الفيل فى الثَّانى عشر من شهر ربيع الأول فى مكة المكرَّمة، وقد مات أبوه عبد الله بن عبدالمطِّلب عندم اكان فى يثرب (المدينة المنورة) وهو فى بطن أمِّه.
أرضعته حليمة السعدية مدة عامين كاملين، وقد حلَّت بركة رسول الله ﷺ على حليمة وعلى مضارب بني سعد، حيث اصبحت قبيلة بن سعد مخضرة و أغنامها ممتلئة الضرع، و حلت بها بركة لم تشهدها من قبل ، وكانوا يمرون بجدب شديدٍ قبل قدومه عليهم.
و بعد ان اتم العامين عند حليمة عادت به الى أهلهِ فى مكة، وكانت مكة فى ذلك الوقت قد انتشر فيها وباءٌ، فخافت عليه حليمة وأرجعته معها عامين آخرين، وكان معه أطفالٌ يرضعون عند حليمة، فأصبحوا بذلك إخوة النَّبى ﷺ من الرِّضاعة، ومنهم: عبد الله بن الحارث، والشَّيماء.
أما أمهﷺفهى آمنة بنت وهب و عندما بلغ النبى من العمر ستَّ سنوات، أخذته أمُّه آمنة فى زيارةٍ إلى المدينة المنوَّرة، ولكن فى طريق عودتها مرضت مرضاً شديداً ولم تستطع إكمال مسيرها، ووافتها المنيَّة فى مكان بين مكَّة والمدينة "الابواء"، وكان برفقتهم أمُّ أيمن التى اخذت النَّبى وعادت به إلى مكة حيث جده عبد المطلب، تكفل بمحمَّد -صلّى الله عليه وسلّملا- جده عبد المطلب ، وكان يحبُّه كثيراً ويأثره على سائر أحفاده، وكان يُجلسه مجالس الرجال ويصطحبه أينما ذهب ،ظل محمد فى كنف جده ورعايته إلى أن توفى وكان فى ثمانة من عمره فى ذلك الوقت .
ثم كفالة عمه أبي طالب حيث أوصى جده عبدالمطلب بأن يكفله ؛ و ذلك لكونه شَّقيق أبيه عبد الله، فأحسن عمه تربيته وأحبَّه حبّاً يفوق حبه لأبنائه، ويصطحبه معه أينما ذهب ، كما أنَّ أبا طالب اخذه إلى كثيرٍ من البلدان وعلَّمه الكثير من شؤون التِّجارة، الأمر الذي أدَّى إلى تكوين شخصيَّة النَّبي منذ صغره .
شبابه ﷺ
عمل محمد ﷺ برعى الاغنام وكان يأخذ عليه أجر و ذلك ليساعد عمه ،وعندما بلغ الثانية عشر من عمره سافر مع عمه إلى الشام للتجارة، فلما و صلوا مرّوا على راهب يدعى "بحيرى" ،وكان عالمًا بالانجيل ، فجعل ينظر إلى محمد ويتأمّله، ثم قال لعمه ابى طالب «ارجع بابن أخيك واحذر عليه اليهود فوالله إن رأوه أو عرفوا منه الذى أعرف ليبغنه عنتاً، فإنه كان لابن أخيك شأن عظيم نجده في كتبنا وما ورثنا من آبائنا».
لُقّب محمد بالصادق الامين ، فكان الناس يضعون أماناتهم عنده كما كان يُعرف عنه أنه لم يسجد لصنم طيله حياته ، رغم أنتشار ذلك فى قبيلته "قريش"، ولم يشارك شبابهم في لهوهم ولعبهم، وإنما كان يشارك كبرائهم في حربهم ومساعدتهم.
عندما اشتهر بين الناس، أوكلته السيدة خديجة -رضي الله عنها- بتجارها ،و كانت صاحبة أموال وفيرة ، فنجحَ النبى ﷺ بإدارة أموالها، وعاد عليها الكثير من الربح بفضل خبرته ، فدعته السيدة خديجة لخطبتها ؛عندما رأت مكانتهُ بين الناس، وخَبرته و أخلاقه ، فتزوّجها النبى، وكان عمره فى ذلك الوقت خمساً وعشرين عاما، بينما كان عُمر السيدة خديجة أربعون عام .
وعندما بلغ النبى خمساً و ثلاثون من عمره كان قد أصاب الكعبة سيل أدى إلى تشقق جدرانها، فقرر أهل مكة بتجديد بنائها ، حينها اختلفوا فيمن يضع الحجر الاسود ؛ حيث أرادت كل قبيلة أن تنال شرفَ نقل الحجر، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم، فدخل عليهم محمد ﷺ ،قالوا «هذا الامين ، قد رضينا بما يقضي بيننا»، فأمر بثوب واضعاً الحجر عليه وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم اخده النبى ووضعه مكانه ، ودل هذا الموقف مع قومه على حِكمته ، وحسن تعامله مع الأمور.
نزول الوحى
كان قد اعتاد الرسول ان يخرج إلى غار حراء فى شهر رمضان من كل عام متعبداً و متقرباً إلى الله و كان يتفكر فى خلق الله و ابداعهُ فى الكون من حولهِ ، وبينما هو فى الغار جاءهُ ملك قائلاً له :"اقرأ" فقال الرسول: "ما انا بقارئ" و تكرر هذا القول ثلاث مرات ، وقال الملك فى المرة الاخيرة " اقرأ بأسم ربك الذى خلق" ، فعاد إلى خديجة وهو فى جالة فزع مما حدث فطمأنته ، وأخذته خديجة -رضي الله عنها- إلى ابن عمها الذيى يسمى ورقة بن نوفل، وكان شيخاً كبيراً لا يرى ، وأخبره الرسول بما حدث معه ، فقال ورقة: (هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا).
ثم انقطع الوحى لفترة و الهدف من ذلك طمأنة الرسول وتشويقه للوحى ، إلّا أن النبي ﷺ لم يتوقف عن التعبد في غار حراء، بل استمر فى ذلك، وفى إحدى الأيام سمع صوتاً من السماء وكان جبريل -عليه السلام-، ونزل بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِر وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّر وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ).
بداية الدعوة
إن محمد ﷺ قد بعث للناس كافة فبعد نزول آيات من سورة المدثر، بدأ يدعو من حوله إلى الاسلام ، والحر و العبد، الرجال والنساء، فكان أول من آمن به زوجته خديجة بنت خويلد ثم ابن عمهِ على بن ابى طالب و كان فى العاشرة من عمرهِ و قيل غير ذلك ، ثم بعد ذلك أسلم زيد بن حارثة ، و أسلم صديقه المقرّب أبو بكر الصديق وعندما أسلم أبى بكر أظهر إسلامه وكان هو أول من أظهر الاسلام فى مكة و شرع يدعو إلى الاسلام من وثقَ به من قومه ، فأسلم عثمان عفان ، وعبدالرحمن بن عوف، و طلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوام ، وسعد بن ابى وقاص.
وكان محمد في بداية أمره يدعو إلى الاسلام سراً لمدة ثلاث اعوام. وكان من أول ما نزل من الأحكام هو الأمر بالصلاة ، وكان المسلمون يلتقون بمحمد سراً، ولما بلغوا ثلاثين رجلاً وامرأة، اختار لهم محمد ﷺ دار الارقم بن ابى الارقم ليلتقي بهم ليرشدهم و يعلمهم، ولما بلغوا اربيعن مسلماً ،نزل الوحى مبلغاً الرسول ان يجهر بالدعوة.
الجهر بالدعوة
لمّا أنزلت «وأنذر عشيرتك الأقربين» صعد رسول الله ﷺ على الصّفا فقال: يا معشر قريش فقالوا: مالك يا محمد؟ قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني؟ قالوا: نعم، أنت عندنا غير متَّهم، وما جربنا عليك كذبًا قطّ. قال: فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ، يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف يا بنى زهرة إنّ الله أمرنى أن أُنذر عشيرتى الأقربين، وإنّى لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيباً، إلا أن تقولوا لا إله إلا الله. فقال أبو لهب : تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى " تبت يدى ابى لهب و تب"
ثم بدأت قبائل قريش بمقاطعة النبى ﷺ ومن آمن معه و قاموا بمحاصرتهم ذلك الحصار الذى استمر ثلاث أعوام ، ثم بعد ذلك ذهب رسول الله ﷺ إلى الطائف ليدعوا قبيلة ثقيف إلى توحيد الله ، طالباً منهم نصرته وحمايته، والإيمان بما جاء به، إلا أنهم لم يستجيبوا .
بعدها امر الرسول اصحابه بالهجرة للحبشة ؛ بسبب التعذيب الذى تعرضوا له ،وقال لهم ان هناك ملكاً لا يظلم عنده احد فخرج ثلاثاً وثمانين رجلاً قاصدين إياها و كانت تلك هى أول هجرة فى الاسلام ، وحينما عرفت قريش بالأمر ارسلوا بعض الهدايا إلى النجاشى ملك الحبشة مع عمرو بن العاص و عبدالله بن ابى ربيعة طالبين منه رد المسلمين لكن لم يستجيب النجاشى لهم.
طلب النجاشي من المسلمين توضيح موقفهم، فتكلم عنهم جعفر بن أبى طالب، قائلاً بأن الرسول أرشدهم إلى طريق المستقيم فآمنوا به، لكنهم تعرضوا للأذى، ثم قرأ عليه أول سورة مريم فبكا النجاشي بكاء شديداً، وأخبر رسل قريش بأنه لن يسلّم أحداً منهم، كما انه رفض هداياهم .
هجرة الرسولﷺ إلى المدينة
شرع المسلمون بالهحرة إلى المدينة المنورة؛ حفاظاً على دينهم وأنفسهم، وكان أبو سلمة وعائلته أول من هاجر، وبعدها صهيب بعد أن تنازل عن كل املاكه لقريش، ولحق المسلمون بعضهم البعض للهجرة حتى قاربة مكة أن تصبح خالية من المسلمين، مما أدّى بقريش إلى الخوف على نفسها من عواقب هجرة المسلمين، فاجتمع نفرٌ منها في دار الندوة بحثاً عن طريقة ليتخلصوا بها من الرسول ﷺ، واتفقوا على أن يأخذوا من كل قبيلة شاباً ويضربون محمد ﷺ ضربة رجل واحد؛ وذلك ليتفرق دمه بين القبائل ولا يستطيع بنى هاشم الثأر منهم .
فى نفس الليلة أذن الله لرسوله بالهجرة ، وكان أبى بكر رفيقه ، وجعل على بن ابى طالب فى فراشه وأوصاه برد الأمانات إلى أصحابها، واستأجر الرسول عبد الله بن أريقط ليكون دليلاً له ، ثم خرج الرسول مع أبي بكر متجهين لغار ثور، وحين علمت قريش بفشل خطتها وهجرة الرسول بدأوا بالبحث عنه، إلى أن وصل أحدهم إلى الغار فخاف أبى بكر على الرسول ﷺ فطمأنه الرسول ، وظلا فى الغار لثلاثة أيام إلى أن توقفوا عن البحث عنهما ، ثم انطلقا مستكملين طريقهم للمدينة ،و فيها أسس أول مسجد فى الإسلام وهو مسجد قباء ،وبدأ بعدها بإقامة أسس الدولة الإسلامية.و كان ذلك فى 13هـ.
غزوات الرسول ﷺ
خاض محمد ﷺ الكثير من الغزوات و الحروب بهدف اقامة دولته الاسلامية و الدعوة لعبادة الله و اتباع المنهج الاسلامى ، كما سميت المعارك التى شهدها الرسول بالغزوات و السرايا هى التى لم يشهدها فيما يلى غزوات و سرايا الرسول بالترتيب :
غزوة بدر الكبرى 2هـ
غزوة احد 3هـ
غزوة بنى النضير
غزوة الاحزاب 5هـ
غزوة بنى قريظة 5هـ
غزوة الحديبية 6هـ
غزوة خيبر 7هـ
غزوة مؤتة 8هـ
غزوة الفتح 8هـ
غزوة حُنين 8هـ
غزوة تبوك 9هـ
خطبة حجة الوداع ووفاة الرسول ﷺ
توفى الرسول ﷺ بعد فترة قصيرة من حجة الوداع وكان عمرهُ ثلاثة وستون عاماً فى يوم الاثنين، الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول 11هـ ، ذلك بعد مرضه الشديد ، وطلب من زوجاته أن يمرّض ببيت أم المؤمنين عائشة، وفي مرضه طلب قدوم ابنته فاطمة ، وتحدّث إليها سراً فبكت ثم ضحكت بعدها ، فسألتها عائشة -رضي الله عنها- ، فأجابتها بأنّه أخبرها بأن روحه ستقبض، وقال لها بأنها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته . وفي يوم وفاته ﷺ أشار على ابى بكر بإتمام الصلاة، ودفن مكان وفاته تحت فراشه الذي تُوفى فيه.
جميل اللهم بارك
ردحذف