القائمة الرئيسية

الصفحات

هو أول فراعنة الأسرة الثامنة عشر و  أول فرعون يتولى الحكم في الدولة الحديثة هو الملك الفرعونى احمس الأول أحد أشهر الملوك الفراعنة فى مصر القديمة وهو صانع مجد مصر العسكرى ومؤسس عصر الأسره الثامنة عشر.   

أحمس هو إبن الملك ( سقنن رع) أحد ملوك الاسره السابعه عشر التي كانت تحكم جنوب مصر في منطقه طيبه (الاقصر حاليا ) و هى عاصمة مصر قديماً وهو شقيق الملك كامس آخر ملوك الاسره السابعه عشر والدته هي الملكه إياح حتب ، وفى هذه الفتره كانت مصر تقع تحت احتلال الهكسوس و كانوا يسيطرون على شمال مصر وكان حكمهم يمتد إلى أقصى مصر .  

من هم الهكسوس 

اختلف العلماء المعاصرون حول أصل الهكسوس فقال بعضهم أنهم جماعات من شعوب آسيوية كانوا يعيشون بالفعل فى مصر عندما انهارت الحكومة المركزية ،و تولوا السلطة تدريجياً، ويرى البعض الآخر انهم جامعات من الناس جاءوا من كنعان شرقاً ، لغزو مصر.  


أطلق  المصريين عده تسميات على الهكسوس منها  : وباء الطاعون وكلها تسميات تعكس كره المصريون للهكسوس  ، و وصف المؤرخ مانيتون كيف قام الهكسوس بحرق المدن وتدمير معابد الآلهه وكيف عاملوا أهل البلد بعداء شديد .فى هذه الفتره  حكم ملوك الهكسوس الجزء الشمالى من البلاد بما فى ذلك  شرق الدلتا ومنف.    
عاش (سقنن رع)هو وعائلته في طيبة (عاصمة مصر قديماً)، وكان من المفروض ان يظهروا طاعتهم ل بوفيس) ملك الهكسوس في الشمال. كان ملك الهكسوس مصمماً على استفزاز حُكام طيبة فقرر أن يبعث إليهم شكوى من أن أفراس النهر التى تسبح فى بركة بطيبة تزعجه فى نومه ليلاً و نهاراً ، وتمنعه من النوم فى عاصمته البعيدة أواريس وذلك فى إشارة إلى أن ملك الهكسوس يعرف بالاستعدادات التي يقوم بها حاكم طيبة لطرد الهكسوس .

عصيان طيبة 

بدأ سقنن رع حملة تمرد ضد حُكام الشمال ، وهو أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وطردهم من مصر لكن سقنن رع لم يكن موفقاً حيث أنه استشهد في ميدان المعركة ،و كان في أوائل الثلاثينيات من عمره .

خلف سقنن رع ابُنه الأكبر كامس وذلك عام 1555 قبل الميلاد ، كان كامس مازال غُلاماً وكان أخوه الأصغر أحمُس مازال طفلاً ،ويبدو أن العصيان الذي قاده سقنن رع قد هدأ و عُقدت معاهدة بين (ابوفيس و كامس)وتمكن الهكسوس من سيطرتهم علي الطرق التجارية براً وبحراً بين مصر وشرق البحر الأبيض المتوسط .

لكن كامس لم يكن مستعداً للاستمرار في إظهار طاعته لملوك الهكسوس ويرجح أنه في السنة الثالثة من حكمه عام  1553 قبل الميلاد قام بشن هجوم علي الشمال لطرد الهكسوس، لكن جيش (كامس) لم يكن قوياً بما يكفي .

توفى كامس فى عام 1550 قبل الميلاد ويرجح أنه قُتل خلال معاركة ضد الهكسوس، و كانت مدة حكمه ثلاث سنوات فقط .

خلف كامس أخوه الأصغر أحمس والذى كان صغير السن فى ذلك الوقت .          

الملك أحمس

عاش هذا الحاكم الصغير في طيبة مع أُمه ( أياح حتب) وجدته (تتى شرى) تعلم أحمس القراءة والكتابه وكذلك تعلم فنون الحرب.    

تولت أياح حتب الوصاية على العرش لأن أبنها لم يزل طفلاً، و يعني هذا أنها استخدمت كل خبراتها لمساعدة ابنها على الحكم حتى يكبر و يتولى أدارة شئون البلاد بنفسه وعلى عادة القدماء الفراعنه فى ذلك الوقت تزوج أحمس من أخته نفرتارى وأصبحت تحمل اسم (أحمس نفرتارى) و أنجبت له ثلاثة أبناء أحدهم هو خليفته أمنحتب الأول  كان للأم دوراً مهم وبارز في القضاء على الهكسوس فقد حاول القائد الصغير تفادى الأخطاء السابقه لتحرير أرض مصر من الغزاه.      

بعد تولى أحمس الحكم أصبح يعرف باسم (نبتى رع ) وهى تعنى (سيد القوة رع )


 قياده الجيش والإعداد للحرب

 تركز العمل في طيبه طوال السنوات الأولى من حكم أحمس على بناء الجيش وعتاده ، فكان أول من أدخل العجلات الحربية التى تجرها الخيول والتى كان يستخدمها الهكسوس وهي سبب تفوق الهكسوس على المصريين،وكذلك ارتدى  الجندى المصرى الدرع لأول مرة ، وأدخل شكل جديد من الخناجر كما قام بتحديث الفؤوس المصرية.  وطور كذلك من الأسلحة الحربية واستخدم النبال المزوده بقطعة حديد على الأسهم .     


الحملات العسكرية        

بدأ أحمس بمحاربة الهكسوس وكان عمره  حوالى 19 عام من صعيد مصر وألتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين أقوياء و مهرة وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل الى ( أواريس )عاصمة الهكسوس في ذلك الوقت وهي الزقازيق حالياً.                  

وهزمهم ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم فى حصن (شاروهين) وفتت شملهم حتى أستسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها فى التاريخ .

كانت هذه المعركه عام 1580 قبل الميلاد تقريباً ، ولم يرجع أحمس إلاعندما  أطمئن على حدود مصر الشرقية من هجمات الهكسوس بعد القضاء عليهم.

 بعد طرد الهكسوس وصل أُحمس بجيشه إلى بلاد فينيقيا وهاجم بلاد النوبه لاستردادها مرة آخرى إلى المملكه المصريه التي وصلت حدودها جنوباً الى الشلال الثاني وصورت حملات أُحمس في مقبرة أثنين في جنود أحمس هما : (أحمس بن إبانا وأحمس بن نخبت) وهما قادة من القادة العسكريين لهذا الملك فلم نعثر علي وثيقه  ملكية من عهد أُحمس تحكى قصه طرده للهكسوس ولكننا عرفنا قصة هذا النضال المجيد من خلال السيره الذاتية لهذين القائدين.

 وفي هذا ما يؤكد أهمية السير الذاتية في مصر الفرعونية القديمة واستخدمها كوثيقة  للتاريخ .

وبعد انتهاء أُحمس من حروبه في طرد الأعداء وتأمينه لحدود مصر وجه اهتمامه للشئون الداخلية التي كانت متهدمة خلال فترة إحتلال الهكسوس، فأصلح نظام الضرائب ، و أعاد فتح الطرق التجارية ، وأصلح نظام الرى و القنوات المائية. 

ولم ينسى أحمس دور والدته أياح حتب والتى كان لها دوراً مهماً في حياة زوجها وابنها . 

 وتشير لوحة في معبد الكرنك إلى دورها العسكرى حيث كانت ترعى الجنود وتهتم بشئون مصر، وعثر في مقبرتها على بلطة وخنجر ، وأشاد أيضًا بدور جدته (تي تي شرى ) وأفعالها المهمة لمصر في لوحة أقامها لها في أبيدوس وشيد ضريحاً لها هناك ، كما قام بإعادة بناء المعابد التى تحطمت واتخذ من طيبة عاصمة له ،وكان آمون هو المعبود الرسمى فى عهد أحمس ، وهذا جعل المؤرخين يعتبرونة مؤسس الدولة الحديثة .

وفاة الملك أحمس

ظل أحمس فى الحكم مدة ربع قرن  ، وتوفي عام 1525 قبل الميلاد ، وكان عمره خمسة وثلاثين عاماً تقريباً بعد حياة طويلة من الإنجازات فقد أعاد توحيد مصر مرة أخرى و اعاد إليها مجدها مرة اخرى و تخلص من عدو المصريين الذى عاملهم بسوء لسنوات عديدة ، واستطاع أن يوسع حدود  مصر إلى ما وراء صحراء سيناء، ويُعتقد أن أحمس له مقبرتان : واحدة فى أبيدوس وتتكون من معبد منحدر ، ومقبرة جنائزية وبقايا هرم أُكتشف ذلك سنة 1899 وأخرى في طيبة ، وقد تعرضت للسرقة عن طريق اللصوص ، وتم اكتشاف ممياؤه عام 1881 فى خبيئة الدير البحرى. 

تعليقات