ما بعد الحرب العالمية الأولى
أنتهت الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من 100 عام ولكن نتائجها مازالت حتى الان وهى الحرب الكبرى التى غيرت مسار التاريخ للأبد، حيث نتج عنها خسائر بشرية جسيمة وتراجعت مكانة أوروبا السياسية فى العالم، وأهم ما أسفرت عنه هذه الحرب هو قيام سلام منقوض وضم العناصر التى كان من مصلحتها إشعال الحرب العالمية الثانية والتى بدأت فى 1939.
خلال الحرب أشترت الدول المتحاربة الكثير من المعدات والمواد اللازمه للمعيشه من الدول التى لم تتعرض إلى أهوال و أذى الحرب مثل كندا والولايات المتحده والأرجنتين، بعد انتهاء الحرب أصبحت أوروبا مجبرة على دفع ديونها من إحتياطي الذهب لديها وكان هذا سبباً فى تراجع قيمة العملة الأوروبية وظهور التضخم، وكانت الولايات المتحده الامريكية هى المستفيد الأول من هذا الأمر؛ لأنها الدائن الأول لأوروبا قبل وخلال الحرب.
الخسائر البشرية و المادية
قد بلغت خسائر الحرب العالمية الأولى أكثر من 37 مليون جندى بينهم أكثر من ثمانية ملايين قتيل، و كانت روسيا فى رأس قائمة الخسائر البشرية وتبعتها ألمانيا والنمسا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية.
اما الخسائر الماديه فقد كانت في الاراضي التي قامت فيها المعارك حيث أُتلفت المحاصيل وقضت على المواشى ودمرت المنازل والمصانع والسكك الحديدية والمناجم (مناجم الفحم).
السلام المنقوض
مؤتمر السلام 1919
وقد وافقة ألمانيا على توقيع هدنة في 1 نوفمبر 1918 وكانت تنص على مبادئ ويلسون واعتقدت حينها أن مؤتمر السلام سوف يعطى مقررات واتفاقيات سامية فكرياً، ولكن لم يحصل شيء من هذا فمؤتمر السلام عقد أول جلساته في باريس 18 يناير 1919 وحضره 32 دوله حليفة واستبعدت منه الدول المهزومة و المحايدة لذا يعد هذا المؤتمر عباره عن إجتماع عقدته الدول المنتصره للتتقاسم المغانم وتفرض سيطرتها على الدول المهزومة.
مقررات المؤتمر ونتائجه
تغيير الخريطه السياسيه لأوروبا
قد قرر اعضاء مؤتمر باريس تفكيك الإمبراطوريات الألمانية والنمساوية ، وذلك عن طريق اجراء تعديلات على الحدود
السياسية لدول أوروبا مما كان سبباً فى ظهور دول جديدة نتيجة لهذا التعديل مثل المجر ويوغسلافيا ،وأصبح نظام النمسا و تركيا وألمانيا نظام جمهورى، أما روسيا فتحولت من النظام القيصرى إلى النظام الشيوعى وذلك بعد ثورة 1917 التى قادها فلاديمير لينين.
السياسية لدول أوروبا مما كان سبباً فى ظهور دول جديدة نتيجة لهذا التعديل مثل المجر ويوغسلافيا ،وأصبح نظام النمسا و تركيا وألمانيا نظام جمهورى، أما روسيا فتحولت من النظام القيصرى إلى النظام الشيوعى وذلك بعد ثورة 1917 التى قادها فلاديمير لينين.
معاهدة فرساى
في 28 يونيو 1919 وقعت ألمانيا معاهدة فرساى مع الحلفاء المنتصرين فى الحرب العالمية الأولى بعد مفاوضات أستمرت لستة أشهر، وتم تعديل المعاهدة في 1920 لتتضمن الاعتراف الألمانى بمسؤولية الحرب وتدفع ألمانيا تعويضات للأطراف المتضرره.
و تضمنت المعاهدة شروط عديدة من أبرزها اخذ ما يقارب من 25 ألف ميل من الأراضى الالمانيه وضمها إلى كل من بولندا والدنمارك، و مصادرة جميع مستعمرات ألمانيا وتتحمل ألمانيا وحدها مسؤولية الحرب مما كان سبباً فى جعل الألمان يريدون الإنتقام من الذين فرضوا عليها هذه الشروط.
وأما عن القيود العسكرية على ألمانيا، فقد نصت على إحتواء الجيش الألمانى على 100,000 جندى فقط و إلغاء نظام التجنيد الإلزامي والتقيد ب 15,000 جندى للبحرية بالإضافه إلى عدم وجود غواصات حربية، وذلك حتى لا يتمكن الألمان من إشعال حرب ثانية كالحرب العالمية الأولى.
قيام عصبة الأمم
وافق الرؤساء المشاركين فى مؤتمر الصلح على قيام منظمة عصبة الأمم التي كانت فكرة الرئيس الأمريكى ويلسون ووضعها كبند أساسى في جميع المعاهدات التى وقعها المنتصرون مع المهزومين، و كان الهدف الأول للعصبة هو حل الخلافات بين الدول بوسائل سلمية للمساعدة على خلق التفاهم و الثقة بين الشعوب.
لكن الأمور لم تسير كالمخطط لها؛ لأن عصبة الأمم لم تكن قوية عسكرياً عند نشأتها، كما أنها تحولت إلى إدارة لخدمة مصالح الدول المنتصرة فى الحرب الأمر الذى دفع الولايات المتحدة الى عدم المشاركة فى عضويتها بالرغم من أنها صاحبة الفكرة.
الوطن العربي تحت الانتداب
تم تطبيق شروط إتفاقية سايكس بيكو 1918 ولم تكن المعارك قد أنتهت بعد وذلك حينما قام الجينرال اللنبى تقسيم المناطق العربية إلى ثلاث مناطق: السواحل تحت الإدارة الفرنسية والداخل بإدارة العرب والأخيره تحت الإدارة البريطانية،و جاءت التغطية الدولية لهذه الإتفاقية فى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919، وقد طرح المؤتمر مفهوم جديد للاستعمار وهو الانتداب الذي طرحه الرئيس الأمريكى ويلسون، وهو أن تتولى الدول الكبرى شؤون الدول التى لا عهد لها بالحكم أو التى كانت تابعه لإحدى الامبراطوريات المتداعية كالدولة العثمانية فتُعينها الدولة المنتدبه حتى تكون متمكنة من إداره شؤونها بمفردها.
لكن رفض المؤتمر السورى اتفاقيه سايكس بيكو ووعد بلفور وتم اعلان قيام المملكة السوريه وعُين الأمير فيصل ملكاً عليها ،بعدها عقدوا المجلس الأعلى للحلفاء والذى سُمى بمؤتمر سان ريمو وكان فى ابريل 1920 وقُرر رداً على المؤتمر السورى تطبيق اتفاقية سايكس بيكو التى نصت على وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسى، والعراق و فلسطين و أجزاء من الأردن تحت الانتداب الانجليزي، كما تعهد المؤتمر بتطبيق وعد بلفور، وكانت بريطانيا مرتبطه مع الإمارات وعمان بمعاهدات حماية وفرضت بريطانيا حمايتها أيضاً على مصر والسودان، و احتلت إيطاليا الأراضى الليبية والفرنسية و وسيطرت على كل من تونس والمغرب والجزائر والصومال.
وعندما نظر إلى أحداث ما بعد الحرب العالمية الأولى وما نتج عنها من معاهدات ومؤتمرات نجد أنها هى نفسها أسباب الحرب العالمية الثانية .
تحفة بجد معلومات مفيدة جزاكم الله خيرا
ردحذف